Wednesday, June 30, 2010

النتائج الإيجابية للتعددية المذهبية

Berikut adalah point penting yang dicatitkan oleh Tuan Guru Hj Abdul Hadi Awang dalam ucapannya pada Muktamar al-Majmak al-'Alamiy Li at-Taqrib Baina al-Mazahib al-Islamiyyah baru-baru ini yang berlangsung di Tehran.


النتائج الإيجابية للتعددية المذهبية



عبدالهادي بن الحاج أوانج محمد
رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا




جعل الله سبحانه وتعالى الاختلاف من طبيعة هذه الحياة الدنيا وغريزتها, وجعله بين أهلها من البشر, والاختلاف سنة ربانية, وباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فقال تعالى:

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

وقال تعالى:

وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ.

فالخلاف موجود ومقدر, ولكنه من حيث الشرع, منه ما يكون مقبولا وما يكون مذموما. ومنه ما يكون واجبا وما يكون محرما وماتكون فيه حكمة بالغة في تنوع النظريات والحلول في الأمور الاجتهادية التي لانصوص فيها أو فيها نصوص عامة يتنوع تفسيرها أو نصوص متعلقة باسباب خاصة فالعبرة بخصوص السبب.

والخلاف بين الإيمان والكفر, وبين الحق والباطل, وبين العدل والظلم. وهو على المبادئ المنصوصة, لا مساومة فيها, فيجب مواجهتها بالحكمة سواء أكانت بالنصيحة أم بالمجادلة هي أحسن أم الجهاد في الدفاع عن هذاالدين ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأما الخلاف في الأمور الفرعية والاجتهادية, أمر ضروري في الحياة على الآداب والأخلاق والسلوك التي تقسط العلاقة بين المجتمع الإنساني الذي يمر بتنوع الطبائع والأوضاع والأزمان. ولايجوز كذلك إذا كان منحرفا عن الإخلاق التي تهدم الأخوة والمحبة. وعن السلوك التي تعطل الترابط بين الأمة الواحدة.

فالإسلام يهدي إلى سواء السبيل, ليقوم الناس بالقسط, ويعيشون فى الدنيا على الصراط المستقيم, ولكن الطبيعة البشرية المكلفة جعلت الصراع بين الحق والباطل في المنصوصة القطعية التي لايستطيعون الناس مواجهة تحدياته إلا بالهداية من عندالله, فمنهم من آمن ومنهم من كفر, فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر, ومنهم من اهتدى ومنهم من ضل عن سواء السبيل.

فهناك أمور مسلمة التي حددها الله للناس على ضرورة اختلاف عقولهم ومشاربهم ومآربهم وضرورياتهم في مواجهة الحياة وأداء العبادة والخلافة في الأرض. وحدث الاختلاف بين المسلمين في أمور لاتمس الأركان الإيمانية والإسلامية والأمور المعلومة من الدين بالضرورة, واختلفوا إلى مذاهب في الاعتقاد والسياسة والفقه. فالاختلاف نوعان: اختلاف لم يقرق الأمة ولا ينبغي أن يفرق, ولم يجعل بأسها بينها شديد. فهناك اختلافات قد انحرفت عن الدين تارة, وتارة أخرى لم تنحرف عن أركان الدين ولكنها فرقت الأمة وأذهبت ريحها ووحدتها.

فموضوعنا الاختلاف الطبيعي الإيجابي الذي يوفر الحكمة البالغة, لتكون الأمة خير أمة أخرجت للناس على اختلاف شعوبهم وألوانهم وأوطانهم وأزمانهم. وهي تحمل قيادة البشرية على تعاليم الرحمة للعالمين, وتطبيق العدالة الإلاهية للدولة والعالم وعلى المستوى الأسري والأممي رغم التعدد والتنوع.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.

ودخل الإسلام في الفتوحات الواسعة بنوره الذي أنقذ اهل البلاد من الضلال والظلم. ولم يدخل كما دخل الاستعمار والطغاة والظلمة الذين طغوا في البلاد وأكثروا في الفساد. وظهر اليوم الفساد حول العالم. فما أحوج العالم إلى الإسلام من جديد. فما أحوجنا إلى دراسة خزائن علومنا في جميع المذاهب المعتبرة.

الاختلاف المذموم

وهو اختلاف تضاد ويأتي إلى العداوة والبغضاء والتشاجر والتقاتل، ويرجع إلى أسباب خلقية متعددة، ومنها الجهل والعصبية وحب الرياسة واتباع الهوى وحب الدنيا.

وهذه الأسباب وغيرها من الرذائل الأخلاقية والمهلكات هي التي ينشأ عنها اختلاف غير محمود وتفرق مذموم، وكل واحد من هذه الأسباب يطول شرحه وليس في موضوعنا.



الاختلاف المحمود

وهو اختلاف تنوع، وهو عبارة عن الآراء المتعددة التي تصب في مشرب واحد، ومن ذلك ما يعرف بالخلاف الصوري، والخلاف اللفظي، والخلاف الاعتباري. وهذه الاختلافات مردها إلى أسباب فكرية، واختلاف وجهات النظر، في بعض القضايا العلمية كالخلاف في فروع الشريعة، وبعض مسائل العقيدة التي لا تمس الأصول القطعية.

وكذلك الاختلافات في بعض الأمور العملية، كالخلاف في بعض المواقف السياسية، ومناهج الإصلاح والتغيير، ويدخل في الخلافات الفكرية: اختلاف الرأي في تقويم بعض المعارف والعلوم مثل: علم الكلام والمنطق والفلسفة والتصوف. والاختلاف في تقويم الأحداث التاريخية وبعض الشخصيات التاريخية والعلمية.

وهذا الخلاف ليس فيه مذمة، وإنما الذم في عدم مراعاة آداب الخلاف العملية والأخلاقية.

وجود الخلاف في خير قرون الأمة:

لقد كان الخلاف موجودًا في عصرالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بين الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. وبعد ذلك بين الأئمة المتبوعين الكبار: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والثوري والأوزاعي وغيرهم بين أهل السنة وهناك خلاف أئمة أهل البيت رضوان عليهم. ولم يحاول أحد منهم أن يحمل الآخرين على رأيه أو يتهمهم في علمهم أو دينهم من أجل مخالفتهم. بل كان الخلاف موجودًا في عصر شيوخ الأئمة وشيوخ شيوخهم من التابعين الكبار والصغار.

فالخلاف موجود في عهد النبوة بين الصحابة الكرام رضوان الله عليهم, نظرًا لاختلاف أفهامهم وتفسيرهم للنصوص والأوامر. فأقره ولم ينكره، كما في قضية صلاة العصر في بني قريظة، وهي مشهورة. والخلاف الذي ذهب اليه الرسول صلى الله عليه وسلم لحسمه في بني عمرو بن عوف وانشغل في الإصلاح بينهم حتى تأخر عن الصلاة. والخلاف بين الصحابيين في كيفية التيمم و غيرها من القضايا.وهكذا ظلت كثير من القضايا الشرعية والنازلة يقع فيها الاختلاف بين الجيل الأول ثم يتفقون عليها ويتسامحون بينهم لاسيما القضايا الكبيرة والمصيرية. ولايزال الخلاف قائما في المسائل الفقهية والعلمية التي لم تكن فيها نصوصا قاطعة في الشريعة. فالدعوة الإسلامية منتشرة عبر القارات, والفتوحات الإسلامية متقدمة في مشارق الأرض ومغاربها.

طبيعة الدين:

فقد أراد الله أن تكون في هذا الدين أحكاما منصوصة ومسكوت عنها، وأن تكون في المنصوص عليه: المحكمات والمتشابهات، والقطعيات والظنيات، والصريح والمؤول، لتعمل العقول في الاجتهاد والاستنباط، فيما يقبل الاجتهاد.

ولو شاء الله لأنزل كتابه كله نصوصًا محكمة قطعية الدلالة، لا تختلف فيها الأفهام، ولا تتعدد التفسيرات وتكثر فيها الاجتهادات. ولكنه لم يفعل ذلك، لتتفق طبيعة الدين مع طبيعة اللغة، وطبيعة الناس وضروريات الزمن. وطبيعة الرسالة المحمدية إلى كافة الناس في كل مكان وزمان في المدر والوبر وما بلغ الليل والنهار.

فالاختلاف فى الرأي والفهم بآدابهما غير التفرق الذي يفرق الأمة الواحدة, فالأول محمود ومأجور (من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ). والثاني مذموم,(فتفرقت أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة).

والاختلاف المحمود يسميه العلماء اختلاف تنوع, مع الاجتهاد في البحوث بالعلوم الشرعية بإخلاص الإيمان والعمل الصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكروالجهاد في سبيل الله, للعبادة وإقامة الدين وسياسة الدنيا به.

وفي الكتاب والسنة نصوص قطعية الدلالة التي لاخلاف فيها بين العلماء وهناك نصوص عامة ظنية الدلالة لاختلاف المعاني وتغير الأسباب بخصوصها وعمومها, وما هو مسكوت عنه أكثر منها. وهذه ماحدث فيها الاختلاف بين العلماء ولا تفرقهم ولا تشتت الأمة بسببها, بل رحمة وحكمة لحلول المشاكل وبناء الحضارة العادلة الوسطية.

الاختلاف الإيجابي

والخلاف العلمي يكون على نهج الأمور الاجتهادية بآداب الاختلاف بشروط:

1ـ أن يكون صادرا من العلماء المخلصين الذين تكلموا أو كتبوا بصلاحية العلوم الشرعية المعتبرة. والجهلاء لايحقون الكلام في الأمور الدينية وكذلك علماء السلاطين الذين يتكلمون على حسب المصالح الرسمية فحسب.

2ـ أن لايكون مخالفا للإجماع القطعي الصحيح كإيجاب الفرائض الكبيرة وتحريم الفواحش المعلومة.

3ـ أن لايكون صادرا عن أصل غير معتبر بالإجماع الذي مضى عليه سلف الأمة وأئمتها المعتبرة أو بالدليل القاطع على عدم اعتباره, كأقوال نفاة القياس والسياسة الشرعية.

4 ـ أن لايكون مخالفا لأدلة ثابتة كالنصوص الثابتة ذات الدلالة القطعية الواضحة في قطعيتها. كموالاة الكفار ضد المسلمين.

وفي الخلاف أمور يجب مرعاتها بين العلماء والمفكرين وقادة الأمة:

1ـ التعاون على البر والتقوى والتنسيق بينهم. فإن الميادين مكشوفة وقضايا الأمة معقدة. فالأولى تعزيز روابط التعاون والأخوة والتنسيق في الإصلاح وحل القضايا التي تحيط بالأمة من الداخل والخارج.

2ـ العناية والتركيز على جوانب المتفق عليها والمصالح المشتركة والمراعاة والتسامح في جوانب الاختلاف.

3ـ التفريق بين الثوابت والمتغيرات في الأمور الاجتهادية من الدين والرجوع إلى أولياء الأمور من العلماء والقادة.

4ـ الاهتمام بالأزمات والمحن التي تعانيها الأمة, فإننا اليوم نعيش فى أزمة ومحنة لا يعلمها إلا الله. ونحتاج إلى وحدة الصف والتقارب فيما بيننا. واجتناب عوامل الفرقة والانشقاق بين الأشخاص والجماعات والشعوب المسلمة.

ولقد ظهر بين الأمة العلماء ورثة الأنبياء الذين يأمرون الناس بالقسط ويقومون على الحق ولايخافون في الله لومة لائم. وتركوا علوما شرعية في الصدور والسطور وورثنا كتبهم ومؤلفاتهم. أولئك الذين يعملون بعلمهم وجاهدوا في سبيل الله واولئك هم الصادقون.

ولدينا كتب تراثية متوفرة وبحوث علمية متدفقة على جميع المذاهب المعتبرة بين أهل السنة والشيعة والإباضية, وأبواب الاجتهاد مفتوحة لأهلها لحل المشاكل العصرية التي فشلت فيها الحلول المستوردة التي جنت على أمتنا, ووسائل العلاقات متيسرة بيننا فاستفيدوا منها للقاء والحوار بالأخوة الإيمانية والمحبة المخلصة.

قال الله تعالى:

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {3/103} وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {3/104} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

وقال الله تعالى:

وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ