Monday, April 20, 2009

مختصر أركان الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم أن أركان الإيمان ستة: الإيمان بالله وبملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

ومعنى الإيمان بالله أن تعرف أن الله موجود قديم باق مخالف للخلق قائم بنفسه واحد حي عليم قادر مريد سميع بصير متكلم وأنه ليس معدوما ولا حادثا ولا فانيا ولا مشابها للخلق ولا محتاجا إلى شيء ولا اثنين فأكثر ولا ميتا ولا جاهلا ولا عاجزا ولا كارها ولا أصم ولا أعمى ولا أخرس وأن له كل كمال وليس فيه نقص وأنه يجوز أن يفعل كل ممكن وأن لا يفعل.

ومعنى الإيمان بملائكته أن تعرف أن لله ملائكة لا يعرف عددهم إلا الله لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون، لا ينامون ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون، ليسوا ذكورا ولا إناثا منهم حملة العرش ومنهم كروبيون ومنهم كاتبون ومنهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ومنكر ونكير ورضوان ومالك ورقيب وعتيد.

ومعنى الإيمان بكتبه أن تعرف أن لله كتبا أربعة التوراة لموسى فالزبور لداوود فالإنجيل لعيسى فالقرآن لمحمد عليهم الصلاة والسلام وأن له صحفا لا يعلم عددها إلا الله أنزلها على بعض أنبيائه وكلها نسخت إلا القران ونسخ بعضه ببعضه.

ومعنى الإيمان بأنبيائه أن تعرف أن لله أنبياء لا يعلم عددهم إلا الله منهم رسل ومنهم أمناء فطناء صادقون مبلّغون وليسوا بخائنين ولا بليدين ولا كاذبين ولا كاتمين ويجوز عليهم ما يجوز على البشر كالأكل والشرب والنكاح.
منهم آدم فإدريس فنوح فهود فصالح فلوط فإبراهيم فإسماعيل فإسحاق فيعقوب فيوسف فشعيب فهارون فموسى فداود فسليمان فأيوب فذوالكفل فيونس فإلياس فاليسع فزكريا فيحيى فعيسى فمحمد عليهم الصلاة والسلام وهو أفضل الخلائق فإبراهيم فموسى فعيسى فبقية الأنبياء فرؤساء الملائكة فأولياء البشر فعوام الملائكة فعوام البشر.
وأفضل الأمة أبوبكر فعمر فعثمان فعلي فبقية العشرة المبشرة طلحة وزبير وعبد الرحمن وسعد وسعيد وأبو عبيدة فبقية أهل بدر فأحد فبيعة الرضوان فالتفاضل مجهول.

ومحمد صلى الله عليه وسلم أبيض مشرب بحمرة متوسط لا بالطويل ولا بالقصير تولّد بمكة وبُعث بها عند تمام أربعين سنة وأُرسل بعد ثلاث فأقام بها عشرا فهاجر إلى المدينة فأقام بها كذلك وفي هذه المدة أُنزل عليه القرآن . وتوفي ودُفن بالمدينة وعمره ثلاث وستون سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.

وأبوه عد الله فعبد المطلب فهاشم فعبد مناف فقصي فكلاب فمُرة فكعب فلأي فغالب ففهر فمالك فالنضر فكنانة فخزينة فمدركة فإلياس فمُضر فنزار فمعد فعدنان.

وأمه آمنة وأبوها وهب فعبد مناف فزهرة فكلاب إلى آخره. وزوجاته خديجة وعائشة وزينب وهند وسيدة ورماة وجيرية وميمونة وحفصة وصفية. وأولاده قاسم فزينب فرقية ففاطمة فأم كلثوم فعبد الله فإبراهيم.

وأخواله أسود وعمير وعبد يغوث وخالاته فرصة وفاختة وجميع ما قاله صلى الله عليه وسلم حق لا شبهة فيه كالإسراء وهو ذهابه ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكالمعراج وهو صعوده إلى السماوات السبع إلى ما شاء الله في اليقظة بالروح والجسد وكرؤيته لله مرتين ورجوعه في تلك الليلة إلى محله وكسؤال الملكين عن الميت بعد عود روحه وعقله إليه وكعذاب القبر للعاصين ونعيمه للمُطيعين وكالعرش والكرسي واللوح والقلم ولا نعلم حقيقتها، خلقها الله لا لاحتياجه إليها فليس في العرش للأتقاء والكرسي للجلوس واللوح والقلم لخوف النسيان.

ومعنى الإيمان باليوم الآخر أن تعتقد بوجوده وهو يوم القيامة وأوله من نفخة البعث ولا نهاية له وكبرى علاماته المهدي فالدجال فعيسى فيأجوج ومأجوج ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وظهور الدخان وخراب الكعبة بيد الحبشة ورفع القرآن وكفر أهل الأرض جميعا وبالبعث وهو إحياء الموتى وبالنشر وهو خروج الأرواح من الصور إلى الأجساد وبالحشر وهو سوق الناس إلى المحشر وبهول الموقف وهو مثل طول الوقوف ودنو الشمس وسؤال الملكين الأعمال وشهادة الأعضاء وبالحساب وهو أخذ الصحف المؤمن باليمن والكافر بالشمال من وراء الظهر وبالميزان وهو شيء يوزن به صحف الأعمال له كفتان أوسع من السماوات وبالصراط وهو جسر ممدود على جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف وبالجنة وهي سبع أفضلها جنة فردوس فعدن فخلد فنعيم فالمأوى ودار السلام ودار الجلال.

وبالنار وطبقاتها سبع أعلاها جهنم لعصاة المؤمنين فلظى لليهود فالحطمة للنصارى فالسعير للصابئين فسقر للمجوس فالجحيم لعبدة الأصنام فالهاوية للمنافقين.

وبجواز رؤية الله تعالى وهي للمؤمنين بلا كيف ولا جهة ولا لون ولا جسم. وبالحوض وهو له صلى الله عليه وسلم من شرب منه جرعة لا يظمأ أبدا.

وبشفاعة الأنبياء والأولياء للعاصين. وبأنه لا يخلد في النار من كان في قلبه درة من الإيمان وبغيرها كالعذاب للكافر والمنافق دائما وللعاصي بقدر عصيانه والمعذب الروح والبدن، وكالنعيم للمؤمن والمطيع .

ومعنى الإيمان بالقدر أن نعرف أن كل ما كان وما يكون للأبد بتقدير الله وإيجاده خير كان أو شر فكلاهما من الله ولكن لا يرضى بالشر ولا فاعل إلا الله ممن اعتقد أن النار تحرق بنفسها فهو كافر أو بقوة خلقها الله فيها ففي كفره قولان.

ومن اعتقد أن الله يحرق لكن لا يكون إلا بالنار فهو جاهل، أو أن عادته الإحراق بها ولو شاء أحرق بالماء البارد فهو مؤمن ناج إن شاء الله تعالى، جعلنا الله من الناجين آمين.

انتهى وبالله تعالى التوفيق.